ليس لمجرد أنّك تعرف جيداً اللغة العربية مثلاً، أو الإنجليزية، فهذا مسوّغاََ طبيعياََ لعملك كمدققٍ لغويّ، كما أنَّ قيامك مثلاً بعملية المراجعة اللغوية لأصدقائك في المدرسة الثانوية، أو الكلية، أو أنّك تراجع ما تكتبه بنفسك، ليس أيضاً دليلاً على مهارتك كمدققٍ لغوي، ولا يعني أنك تمتلك مهارات المدقق اللغوي الناجح، وإن كان ذلك يعتبر مؤشرًا على أنَّ لديك القدرة على القيام بعملٍ جيد في هذه المهنة.
لكنَّك ستحتاج إلى مجموعةٍ محددةٍ من المهارات لتصبح مدققًا لغويًا، فأن تصبح مدققًا لغويًا محترفًا يتطلب ذلك منك العمل الجاد، والتفاني؛ فإنَّ المراجعين الجيدين يمتلكون مهاراتٍ نحويةً قويةً، فضلاً عن احتراف استخدام علامات الترقيم، واحتراف المهارات الإملائية.
كما أنّهم دقيقو الملاحظة لمشكلات التنسيق، كالتباعد غير المناسب، ومشاكل المحاذاة، وتسلسل الأرقام الخاطئ؛ أيضاََ لديهم مهاراتٍ قويةٍ في البحث، واستخدام الكمبيوتر والإنترنت.
وبصفةٍ عامة، هناك مجموعة المهارات التي يحتاجها المدقق اللغوي، والتي نحرص في موقع “المدقق” على احترافها لمنتسبينا وهي:
أولاً: احتراف قواعد اللغة من مهارات المدقق اللغوي.
إن القواعد النحوية هي دراسة الكلمات، وكيف تتشكل في سياقها في الجملة؟، وكيف تتحد معًا لتكوين الجمل؛ حيث يمكن تقسيم الكلمات إلى فئاتٍ تسمى أجزاء الكلام، اعتمادًا على دورها في الجملة، كالأسماء، والضمائر، والأفعال، والصفات، والظروف، وحروف الجر، وحروف العطف، ولتصبح مدققاً لغوياً يجب عليك احتراف النحو والصرف.
اقرأ أيضاً: تعرّف على خطوات تحسين الملكة اللغوية لديك.
ثانياً: احتراف استخدام علامات الترقيم.
هناك حكمةٌ يتداولها أصحاب اللغة تقول أنَّ “علامات الترقيم تنقذ الأرواح”.
وإليك هذا المثال: شخصٌ ما كتب قائلاً “هيا بنا نأكل جدتي”، والصحيح بالطبع “هيا بنا نأكل، جدتي”، وشتّان بين المعنيين؛ فيجب أن يكون المدققون على درايةٍ بالاستخدام الصحيح لعلامات الترقيم؛ حيث هناك الكثير من اللبس يحدث في استخدام الفواصل، والعلامات الأخرى.

ثالثاً: قدرةٍ إملائيةٍ رائعة.
يجب إزالة الأخطاء الإملائية من النص، مثلما يجب إزالة الأعشاب الضارة من الحديقة، وهي من أهم مهام المدقق اللغويّ، فالعثور على الكلمات التي بها أخطاء إملائية شقت طريقها إلى النص أمرٌ شاق، خاصةً إذا ما كانت هذه الأخطاء من نوعية، (قيل بدلاً من قبل، ونتور بدلاً من تنور، وتضور بدلاً من تطور)، وهذه الأخطاء لا تستطيع المدققات الإملائية الالكترونية اكتشافها.
رابعاً: القدرة على البحث العميق.
يتطلب التدقيق اللغويّ الكثير من البحث؛ قد يكون بعض هذا البحث في قاموس مثلاً، وغالبًا ما ستبحث عن الكلمات ليس للتحقق من معناها، ولكن للتحقق من كيفية تهجئتها بشكلٍ صحيح، وما إذا كانت كلمةٌ واحدةٌ أو كلمتين، وما إذا كانت بحاجةٍ إلى الفاصلة، وما هو جزء الكلام الذي تنتمي إليه.
قد تستخدم موقع البحث Google؛ للتحقق من تهجئة المصطلحات الخاصة بالصناعة التي لم تصبح بعد جزءًا من القاموس.
اقرأ أيضاً: عشر نصائح عمليّة من شأنها تطوير الأسلوب الكتابي الخاص بك.
خامساً: مهارة استخدام الحاسب الآلي من مهارات المدقق اللغوي.
إلى جانب معرفة كيفية البحث عبر Google، والمواقع الأخرى ستحتاج أيضًا إلى فهم كيفية استخدام برامج معينة.
بصفتك مدققًا لغويًا مستقلًا، من الضروري أن تكون على درايةٍ بالتغييرات، والتطويرات في Microsoft Word. فهذا البرنامج يسمح لك بإجراء تصحيحاتٍ وتعليقاتٍ سهلة الرؤية في مستندٍ ما، وجميع الكُتّاب يكتبون على هذا البرنامج.
سادساً: القدرة على التركيز لفترةٍ طويلة.
يتطلب التدقيق اللغويّ درجةً عاليةً من التركيز، وعلى الرغم من أنَّك ستأخذ فترات راحةٍ متكررةٍ، سيكون من الضروري الحفاظ على التركيز لساعاتٍ عديدة خلال يوم العمل؛ إذا كان التدقيق اللغوي هو عملك بدوام كامل.
سابعاً: الاهتمام بالتفاصيل.
يقوم المدققون بمراجعة النصوص باستخدام مشط دقيق الأسنان؛ للعثور على أخطاء، مثل المحقق شيرلوك هولمز الذي يحقق في قضايا الجريمة بحثًا عن أدلة، فالكمال والدقة هما من أفضل الصفات لوصف المدققين، حيث أنهم يميلون إلى امتلاك موهبةٍ طبيعيةٍ لاكتشاف الأخطاء؛ نظرًا لأنهم دائمًا ما ينظرون عن كثب إلى الأشياء الصغيرة.
ثامناً: القدرة على العمل بمفردك.
حتى لو كنت تعمل ضمن فريق عمل، فإنَّ التدقيق اللغويّ يتم منفرداً. فإذا كنت تخطط لأن تصبح عاملاً مستقلاً، وتشعر ببعض القلق من الوحدة، فيمكنك القيام بعملك في مقهى، أو مكتبة بحيث تكون محاطًا بالناس.
تاسعاً: الانضباط الذاتي.
إذا كنت تعمل كمستقل، فلن يكون هناك أحدٌ لإبقائك على المسار الصحيح، وتحفيزك إلا أنت. وبالطبع، ستكون مسؤولاً أمام عملائك، لكنهم لن يكونوا هناك ينظرون من فوق كتفك لضمان إنجاز العمل. فالحصول على مستوى عالٍ من ضبط النفس أمراً ضرورياَ. سيمكّنك من الحفاظ على تركيزك على مستند العميل الخاص بك، بدلاً من التركيز على أحدث منشورات أصدقائك على فيس بوك.
عاشراً: الاستقلالية مهارة من مهارات المدقق اللغوي.
سوف تتخذ جميع القرارات في التدقيق اللغوي بنفسك. عليك أن تقرر إخراج هذه الفاصلة، أو تركها. إذا كان هذا يبدو مخيفًا، فلا تقلق ستبني المزيد من الثقة في قدراتك على التدقيق اللغوي، بينما تستمر في صقل مهاراتك.
الحادي عشر: التنظيم.
حينما يتولى المدققون اللغويون أكثر من مهمةٍ واحدةٍ في الوقت نفسه، هذا يعني أنه سيكون لديهم مواعيدٌ نهائيةٌ مختلفةٌ للوفاء بها.
إنّهم بحاجة إلى معرفة مقدار العمل الذي يتعين عليهم إنجازه كل يومٍ بالضبط، لإكمال وظائفهم في الوقت المحدد. ولهذا سيتعين عليهم التخطيط مسبقًا بشكل جيد.
الثاني عشر: حب القراءة أيضاً من مهارات المدقق اللغوي.
إذا كنت لا تستمتع بالقراءة، فسيكون الاستمتاع بالتدقيق اللغوي تحديًا صعباً.
الثالث عشر: معرفةٌ موسوعيةٌ.
عندما تبدأ في التدقيق اللغوي، فمن المحتمل أنك ستعمل على مجموعةٍ متنوعةٍ من النصوص. هذا لأنك ستحتاج إلى شغل الوظائف التي يمكنك الحصول عليها لاكتساب الخبرة. لذلك، من المفيد أن يكون لديك نطاقٌ واسعٌ من المعرفة.