يعمل كل باحث أو باحثة بجهد كبير في سبيل الوصول إلى نتائج صحيحة من الثبات والصدق في البحث العلمي، إذ تعتبر معامل الصدق والثبات في البحث العلمي الإثبات الواضح حول مصداقية وشفافية هذه النتائج عند دراسة عينة من البحث، ولهذا فإن معاملات الصدق والثبات تحظى بأهمية كبيرة لدى الباحث، وتستغرق وقتاً كبيراً منه، كونها أساسية لتقييم جودة البحث الخاص به.
ظهرت معامل الصدق والثبات في البحث العلمي من أجل التحقق من صحة وشفافية المعلومات المذكورة في البحث، فعلى الباحث أن يتأكد من وصول المعلومات إليه بشكل صحيح وبدون أي خطأ، سواء في اللغة أو التشكيل أو لبنة المعلومة نفسها، وهذا من شأنه أن يرقى بالبحث العلمي إلى مستوى كبير من الجودة والاحترافية اللازمة، وأن يثبت مصداقية المحتوى المذكور ضمن البحث العلمي. ولأن مصطلح معاملات الصدق والثبات يعد غامضاً لدى الكثير من الباحثين المبتدئين، سنتحدث في هذا المقال عن معامل الصدق والثبات في البحث العلمي، ونعرف الصدق والثبات، ونوضح العلاقة بينهما.
تعريف معامل الصدق

معامل الصدق في البحوث العلمية هي قدرة الأدوات المستعملة في تجميع المعلومات على قياس الهدف المطلوب قياسه. ولأجل التحقق من مصداقية البحث العلمي، يجب على الباحث أن يلتزم بالمعايير والشروط التي تضمن صدق البحث العلمي الخاص به، وعلى الأقل أن يكسب صدق المحكمين والمراجعين لبحثه. فالمحكم هو شخص متخصص في مجال البحث، ويمكنه أن يطلق الأحكام على أداة البحث، ويقرر فيما إذا استطاعت قياس الهدف المراد قياسه أم لا. ويوجد أكثر من نوع لمعامل صدق البحث العلمي، أبرزها:
الصدق العاملي: يعني أن مجموع كافة التفاصيل الثانوية لكل سمة يؤدي إلى قياس السمة نفسها.
صدق المفهوم: يهتم بسياق المفاهيم، وكفاءة الأداة في قياس مفهوم وجوانب سمة محددة.
صدق المِحَكّ: يعبر عن مدى تعلق أداة القياس المستخدمة بأحد المتغيرات الخارجية المستقلة المتعلقة بقياس سمة معينة بشكل مباشر.
تعريف معامل الثبات

يعرّف الثبات بأنه الدقة والوضوح والتفصيل في القياس، بمعنى أنه لو أعيد استخدام أداة البحث العلمي بنفس الظروف والطريقة المستخدمة سابقاً، فإنها سوف تُظهر نفس النتائج للبحث العلمي، وهذا هو المقصود بمعامل الثبات. ويتم تصنيف معامل الثبات على أنه معامل ارتباط، ويهتم بمدى تعلق نتائج القياس المتكررة ببعضها. ويندرج تحت مفهوم معامل الثبات الكثير من الخصائص، أهمها:
لا تقل قيمة معامل الثبات عن الصفر، ولا تزيد عن الواحد.
يقاس معامل الثبات بالمعادلة التالية:
معامل الثبات=الدرجات الفعلية الموضوعة لأداة البحث/الدرجات الملحوظة عند استخدام الأداة.
توجد علاقة عكسية بين الأخطاء المحتمل ارتكابها للأداة وبين مستوى معامل الثبات في البحث العلمي. أي كلما ارتفع معامل الثبات واقترب من الواحد، تنخفض وتتناقص احتمالية وجود أخطاء ترتكبها الأداة.
اقرأ أيضاً: ما هو دور المشرف الأكاديمي في البحث؟
طرق حساب الثبات
يمكن حساب الثبات بالعديد من الطرق الشهيرة، أهمها:
1- إستراتيجية إعادة الاختبار.
2- إستراتيجية الصورة البديلة.
3- معامل كرونباخ ألفا الذي يعتمد على الاتساق والتناسق الداخلي.
4- القياس البعدي.
5- إستراتيجية تجزئة الاختبار إلى قسمين.
ما هي أهمية معامل الصدق والثبات في البحث العلمي؟

يحتاج الباحث الذي يريد إنجاز بحث علمي احترافي وعالي الجودة أن يكون ملماً بأهمية معامل الصدق والثبات في البحث العلمي، لأن معاملات الصدق والثبات هي شيء ضروري ليحقق النتيجة المنتظرة من البحث الذي يقدمه. ففي البداية، يعمل الباحث بجد واجتهاد على تجميع المعلومات والتفاصيل، وامتلاك أكبر قدر ممكن من المعرفة والخبرة، ثم يحاول تطبيق ما جمعه على عينة الاختبار لديه، وفي النهاية، يعرض ويشارك النتائج التي حصل عليها.
ومن أجل إثبات شفافية ومدى صدق الباحث أثناء عمله على عينة البحث، لا بد من أن يتوجه إلى معاملات الصدق والثبات، وأن يعرف ما هي معامل الثبات والصدق في البحث العلمي، وكيف يقيسها المحكمون الخبراء، وكيف يمكنه استخدامها للحصول على أفضل النتائج الممكنة في البحث العلمي خاصته. والجدير بالذكر أن معاملات الصدق والثبات لها عدة أنواع، وعدة معايير، لكننا لسنا بصدد الحديث عنها في هذا المقال. يمكنك متابعة مدونة موقع المدقق، لأننا سنتحدث عنها في مقالات قادمة بإذن الله.
ما الفرق بين معامل الصدق والثبات في البحث العلمي؟
وفي النهاية، يمكن للباحث أن يفرّق بين الصدق والثبات من خلال هذه النقاط:
الثبات هو مكون من مكونات الصدق، وأحد أشكاله.
الصدق أعم وأكبر من الثبات.
لا يكفي أن يكون الاختبار ثابتاً لضمان الصدق، لكن العكس صحيح، فإذا كان الاختبار صادقاً، فهو حتماً ثابت أيضاً.