ما هو التدقيق اللغويّ؟ وما هي أنواعه؟

يعدّ التدقيق اللغويّ من أهم العلوم التي يحتاجها أيّ بحثٍ علمي؛ فبالنظر إلى كافة المواد الأدبية، والعلمية من أبحاث، وروايات، ورسائل، وخطابات يمكن استنتاج أهمية التدقيق اللغويّ الذي يعتبر ملازماً لها، وبالرجوع إلى رسائل الدكتوراه، والماجستير التي خسرت بعض العلامات بسبب وجود أخطاء لغوية، يمكن معرفة خطورة عدم الاهتمام بهذا المجال؛ ولهذا السبب أصبح التصحيح اللغويّ مهنةً رسميةً يعمل بها المختصّون، ومجالاً له أهله، وتعريفه، وأنواعه، وفوائده، وأشياء أخرى سنتعرّف عليها في هذه المقالة، وفي مقالاتٍ أخرى قادمة على موقعنا المدقق.

ما هو التدقيق اللغويّ؟

عندما نذكر كلمة تدقيق يتبادر إلى أذهاننا الفحص، والتمعّن، والقراءة المركّزة، والكشف عن الأخطاء، وعندما نذكر كلمة لغويّ نتصور اللغة، سواء العربية، أو أي لغةٍ أخرى، بكل ما تحتوي من حروف، وكلمات وقواعد، وكتابة، وأساليب؛ لذلك يمكن أن نستنتج التعريف التالي لمصطلح التدقيق، أو التصحيح اللغوي:

التدقيق اللغوي: هو فن مراجعة، وتدقيق الكلام المكتوب بلغةٍ من اللغات، والكشف عن أخطائه، واستخراجها، والتأكّد من سلامته لغوياً، ونحوياً وإملائياً دون إجراء التعديلات، أو التغييرات؛ إذ يؤدي حذف بعض الكلمات والجمل، أو استبدالها، أو تعديلها وفق ما يريد المدقق اللغويّ إلى الخروج عن حدود العمل، وصلاحياته، ودخوله ضمن حدود مهمةٌ أخرى، وهي مهمة التحرير، وهي مهمة غير مطلوبة من المدقّق، ويعتبر التصحيح اللغويّ من أصعب المهام في اللغة العربية، والبحث العلمي؛ كونه يتطلب امتلاك قدرةً، ومعرفةً لغويةً عالية، فيجب على من يعمل في هذا المجال أن يكون متمكّناً، وبقوةٍ من اللغة العربية، وملمّاً بكافة تفاصيلها، وعلى الرغم من أهمية التصحيح اللغويّ منذ القدم، وحتى الآن، إلّا أنّه لا يتم تدريسه بشكلٍ رسمي، ولا يوجد قسم، أو فرع في الجامعة تحت مسمى “التدقيق اللغوي”، وأغلب من يعمل في هذا المجال هم خريجي قسم اللغة العربية، والمختصين بها، ويمكن لأي شخص أن يعمل في التصحيح اللغوي، ولكن بعد امتلاك المهارات اللازمة بالطبع.

أنواع التدقيق اللغويّ.

ما هو التدقيق اللغوي

عندما تعطي المدقّق اللغويّ نصاً ما لتدقيقه، فإنه سيعيده مدققاً بالكامل من كافة النواحي، ليبدو كمادة واحدة مثالية، ولكن ما لا تعرفه هو أنّ المدقّق يخوض أكثر من جولة لتدقيق هذا النص، إذ يقوم التصحيح اللغوي على مجموعة من القواعد، والأسس اللغوية، وينقسم إلى ثلاثة أنواع تسهّل على المدقّق اللغويّ عملية التدقيق، وتقسّم عمله إلى مراحل، ويجب على المدقق اللغويّ العربي معرفة الفرق بين الأخطاء الإملائية، والأخطاء النحوية، والأخطاء الصرفية، والتمييز بينها؛ للقيام بعملية تدقيق لغوي عربي سليمة، وأمّا عن الأقسام الثلاثة، فهذا شرحٌ بسيطٌ لكلٍّ منها:

التدقيق الإملائي.

يعالج الأخطاء التي تحدث أثناء تطبيق القواعد الإملائية في الكتابة؛ كإضافة أو حذف حرف، أو الأخطاء الشائعة في الهمزات، والتاء المربوطة والهاء، والألف المقصورة والياء، كأن يكتب الشخص كلمة “باءع” بدلاً “بائع”، أو كلمة “معرفه” بدلاً من “معرفة”، أو كلمة “توأم” بدلاً من “توءم”.

التدقيق النحوي.

يعالج الأخطاء التي تحدث خلال تطبيق القواعد النحوية؛ كنسيان حذف حروف العلة، أو النون، أو الأخطاء في التشكيل، وأدوات النصب، والجزم؛ كأن يكتب الشخص “لم أرى” بدلاً من “لم أرَ”، و”الغير معروفة” بدلاً من “غير المعروفة”، وهكذا.

التدقيق الصرفي.

يعالج الأخطاء المتعلقة بعلامات الترقيم؛ كالفاصلة التي تكتب بعد الجمل القصيرة غير المكتملة، وأداة الاستفهام أمام السؤال، وأداة التعجب عند الاندهاش، والنقطة في نهاية السطر، أو بعد اكتمال الجملة، وعلامتي التنصيص لنقل الكلام، وغير ذلك، وعلى المدقق اللغويّ أن يتمتّع بالصبر والتركيز في العمل، والهدوء والدقة؛ لأنه لا يوجد مجال لأي خطأ لغوي، ولهذا السبب يلجأ الباحثون، وطلاب الدراسات العليا إلى المدقق اللغوي؛ لمراجعة الأبحاث اللغوية، وتنقيحها، واستخراج الأخطاء منها، والإشارة إليها.

كما يمكن أن يقوم الباحث بعملية التدقيق بنفسه؛ لكن يجب أن يكون على معرفةٍ واسعة بقواعد اللغة، وأساليب التصحيح اللغوي، وأن يتمتّع بصفات المدقق الناجح، ويلتزم بالطرق الصحيحة.

لربما تظنّ أنّ التصحيح اللغويّ أمرٌ بسيط وسهل، وتقوم بنفسك بتدقيق ما كتبت بسرعة، ودون جهد أو تركيز، ولكن ما تفعله شيء خاطئ، ويترك في بحثك العلمي الكثير من الأخطاء الإملائية، والنحوية؛ فلا تقدم على هذه الخطوة إن لم تكن واثقاً بشكلٍ تام من قدراتك اللغوية، إمّا أن تتعلم كيف تصبح مدقق لغوي، أو تترك المهنة لأصحابها، وتبحث عن مدقق لغويّ عربي، وتسأل عن أسعار التدقيق اللغوي.

شارك المقالة

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *