لا شكّ أن خطوة الترويج للبحوث العلمية لا تقل أهميةً عن مراجعة البحث، وتدقيقه جيداً قبل نشره، فكثير من البحوث القوية والمفيدة أضحت حبيسة الأرفف أو الأدراج؛ نظراً لتكاسل الباحثين، أو المؤلفين عن الترويج لها، ومحاولة جذب الجمهور لها.
فللأسف الكثير من الباحثين يترددون في الترويج لإنتاجهم الأكاديمي، ويتركون تلك المهمة لحديث زملائهم عنها فقط.
بينما ينظر البعض بعين الخطأ إلى من يقوم بالترويج لأبحاثه؛ معتبرين أنّ ذلك قد يكون نوعاً من الوقاحة، لكن في الحقيقة لا حرج في الترويج لبحثك طالما يؤدي ذلك إلى تعزيز البحث؛ ولذلك نقدّم للشباب الباحثين بعض الطرق لتعزيز البحث، ونشره على نطاقٍ واسعٍ.
اقرأ أيضاً: عشر نصائح عمليّة لتطوّر من أسلوبك الكتابيّ.
الترويج للبحوث عبر المؤتمرات العلمية.
يعدّ تقديم ورقةٍ علمية في مؤتمرٍ مهني طريقةً ممتازة لترويج بحوثك، فلن يحصل الزملاء فقط على معاينة للبحث في العرض التقديمي الرسمي، ولكن هناك العديد من الفرص لإجراء مناقشات غير رسمية مع زملائهم الباحثين المهتمين بالعمل، وهناك دائمًا احتمال أن يجذب العرض التقديمي أنظار الصحفيين الذين يغطّون المؤتمر، وبالتالي فرصةٌ مجانية للنشر على نطاقٍ واسعٍ.
التغطية الصحفية.
تحتوي المجلّات العلمية المتخصصة على مقالات حول البحث الحالي في كل عدد، وكذلك الحال بالنسبة للمجلات والصحف والبرامج الإخبارية (الإذاعية والتلفزيونية) التي تغطّي العلوم الجمهور، وتختلف التغطية في الطول من ملخّصٍ موجز لبضع فقرات إلى مقالاتٍ متعمقةٍ تتضمن مقابلات مع الباحث؛ فإذا حدث ذلك فامنح المسؤولين عنها الكثير من الوقت والتشجيع لهم، لكن تأكّد من حصولك على معاينة لما سيتم نشره لتصحيح أي أخطاء محتملة.
اقرأ أيضاً: تحويل أطروحة الدكتوراه إلى كتاب في خطوات.
الندوات.
ابحث عن سلاسل الندوات في الجامعات القريبة من منطقتك؛ ربما يبحثون عن باحثين لتقديم أعمالهم الأخيرة، أيضاََ الندوات الثقافية والفكرية، وإذا كان بإمكانك ربط بحثك بمجال اهتمام شركة، أو صناعة فإن ذلك سيكون مدخلاً جيداً للتحدث إليهم، وعمل ندوات، وورش عمل مثلاً.
الترويج للبحوث عبر هيئات المجتمع المدني.
هناك العشرات من الجمعيات والنوادي والتجمعات المدنية. كمحبّي الفضاء والفلك، ومحبّي الآثار، وداعمي الطاقة النظيفة، والكثير غيرهم، وفي كل لقاءاتهم يسعون لإحضار العلماء المحليّون لإلقاء المحاضرات،
وهو الأمر الذي يعد مدخلاً للانتشار على نطاقٍ واسعٍ خاصة إذا ما كان ينتمي إعلاميون، وصحفيون وكتّابٌ إلى هذه الهيئات.
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ فعّال.
من الممكن أن يكون استخدام منصات الوسائط الاجتماعية مثل:
(LinkedIn, ResearchGate, Twitter, Facebook, and YouTube)
وسيلةً ممتازة للترويج لأبحاثك، ومشاركتها مع جمهورٍ أوسع. حيث قد تساعدك قنوات التواصل الاجتماعي أيضًا في الوصول إلى أحدث المعلومات في مجال عملك، والبقاء على اتصال مع الزملاء، وتبادل الأفكار حول مواضيع مختلفة، والكثير اليوم من العلماء يعلم جيداً مدى أهمية منصات الوسائط الاجتماعية في جذب الانتباه إلى عملهم والتفاعل مع مجتمع البحث.

لكن هذه الأدوات على أهميتها الكبرى، إلا أنها تتطلّب استعداداتٍ خاصة من الباحث مثل:
التزام دائم.
فأحد العوامل التي تمنع الباحثين من الانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي هو الوقت، والعمل اللازمين لبناء شبكة فعّالة. حيث أن بناء التفاعل مع الآخرين عبر Facebook، أو YouTube، أو Twitter يتطلّب قضاء بعض الوقت في القراءة، والكتابة، وإنتاج مقاطع فيديو قصيرة، وصور، وتحميل الملفات على الأنظمة الأساسية المختلفة.
اقرأ أيضاً: ما هو التدقيق اللغويّ الإلكتروني؟
اختيار المنصة الصحيحة.
لا يتعيّن عليك استخدام كل منصة وسائط اجتماعية متاحة. فقد تكون بعض المنصات أكثر ملاءمةً من غيرها اعتمادًا على مجال بحثك، وخبرتك، ووقت فراغك. لذا فإن السؤال الثاني هو: ما هي القنوات الأفضل بالنسبة لك؟
إذا كان وقتك محدودًا، فقد يكون من الجيد إنشاء ملف تعريف مستهدف على LinkedIn وتحسينه من حين لآخر. وتذكّر أن القنوات الأخرى التي يمكن أن تساعدك في عرض عملك دون الحاجة إلى منشوراتٍ متكررة هي ORCID، وResearchGate، و Mendeley.
في كل هذه المنصات، يكفي عادةً إضافة منشورات حديثة أو تحديثات أخرى إلى ملفك الشخصي لإبقائه “ممتعًا”.
أما المنصات الأخرى مثل Twitter، أو Facebook، أو YouTube تستغرق وقتًا طويلاً. وتتطلّب منك إنتاج المحتوى بانتظام، وتنظيمه لإبقاء جمهورك مهتمًا. والنصيحة الأساسية هنا هي بمجرد أن تبدأ، حاول دمج وسائل التواصل الاجتماعي في روتينك اليومي. بحيث يكون الاتصال بالإنترنت والنشر والتعليق على أي محتوى قد يثير اهتمام مجال البحث الخاص بك واجباً يومياً تقوم به. لكن احذر من الصفحات والحسابات الوهمية، فلابدّ أن تتأكّد من صاحب الحساب قبل أن تقوم بالتعليق على محتواه. ولا تقلق من العدد القليل من المتابعين في البداية، بل كن مثابرًا. وتذكّر أنّ كونك مستخدمًا متمرسًا لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعدك ذلك على زيادة تأثير عملك، وإجراء اتصالات دائمة مع باحثين آخرين في مجالك.