يتمثل دور المشرف الأكاديمي في البحث في دعم الباحث وتشجيعه، لتسهيل الوصول إلى النجاح والكفاءة في إنتاج البحث العلمي. حيث يعمل المشرف على رفع السوية العلمية والمستوى العام للباحث أثناء كتابة البحث، وذلك عن طريق بعض النصائح والإرشادات التي يقدمها له، والتي من شأنها إغناء محتوى البحث العلمي المراد إنجازه. وتتعدد مهام المشرف الأكاديمي، ومن أبرزها الارتقاء بجودة البحث العلمي. ولا يمكن لأي باحث علمي أن يستغني عن مشرف أكاديمي يمتلك الخبرة والمعرفة والمهارة في مجال البحث العلمي. وإن عملية اختيار المشرف على البحث العلمي هي من أولى خطوات نجاح البحث العلمي والحصول على العلامات العالية.
والإشراف الأكاديمي هو علاقة الطالب بالأستاذ المشرف. وهو عملية يسعى من خلالها المشرف إلى مساعدة الباحث وطالب الدراسات العليا من أجل تحقيق أهدافه العلمية والبحثية والشخصية والمهنية. وذلك من خلال الاستعانة بالكتب والمراجع الموثوقة والمتوفرة. وفي هذا المقال، سوف نتحدث عن دور المشرف الأكاديمي في البحث، ونوضح مهام المشرف الأكاديمي، وطريقة اختيار المشرف المناسب للبحث.
اقرأ أيضاً: عشر نصائح عمليّة لتطوّر من أسلوبك الكتابيّ.
دور المشرف الأكاديمي في البحث
إن مهام المشرف الأكاديمي ومسؤولياته هي أمور يجب على المشرف أن يهتم بها وبطريقة تقديمها للباحث. مما يضمن جودة وكفاءة البحث ويؤمن نجاحه وقبوله من طرف الجامعة، وبالتالي يحصل الباحث على الدرجة العلمية التي يسعى إليها. ومن أشيع مهام المشرف الأكاديمي ما يلي:
في البداية، ينبغي على المشرف أن يتحقق من مدى معرفة الباحث لقواعد كتابة البحث العلمي وإنجازه. وأن يسعى إلى توضيح أي عنصر غامض لدى الباحث. كما يجب على المشرف أن يتابع الخطوات الأكاديمية التي يجريها الباحث قبل البدء في كتابة البحث، لاسيما إجراءات التسجيل على موضوع البحث وقبوله.
بعد ذلك يبدأ دور المشرف الأكاديمي في البحث بشكل فعلي، وعليه أن يتأكد من أن البحث المراد كتابته سيضيف قيمة فعلية في المجال الذي يدرسه الباحث.
ومن مهام المشرف الأكاديمي مساعدة الباحث وتوجيهه، وحل المشكلات التي يتعرض لها أثناء كتابة البحث. وهذا يضمن التغلب على الأخطاء والعثرات، وإنجاز البحث بسرعة أكبر، واستثمار جهد ووقت الباحث بأفضل طريقة ممكنة.
لا يقتصر دور المشرف الأكاديمي في البحث على ما سبق فقط، بل له مهام إضافية. مثل تقديم تقرير مفصل عما أنجزه الباحث من البحث وتحديد حالة التقدم. والتأكد من إمكانية إنجاز البحث خلال الفترة التي وضعتها الجامعة.
وأخيرًا، يقدم المشرف التعليمات التخصصية والفنية بحسب خبرته في مجال البحث العلمي.
اقرأ أيضاً: ما معنى معامل الصدق والثبات في البحث العلمي؟
كيفية اختيار المشرف الأكاديمي المناسب؟
إن علاقة الطالب بالأستاذ المشرف خلال مدة العمل على البحث العلمي تختلف بشكل كلي عن علاقة الطالب بأستاذه خلال سنوات الدراسة في المدرسة أو الجامعة. ففي الدراسات العليا تكون علاقة الطالب بالأستاذ المشرف علاقة طيبة وأكثر راحة، وتقوم على التفاهم والتعاون والمساعدة في سبيل إنجاز بحث علمي مميز. بينما علاقة الطالب بأستاذه في سنوات الدراسة تقتضي أن يدرس الطالب ويجتهد ويفهم ما يشرحه المدرس، ومن ثم ينجز الواجبات ويقدم الامتحانات.
وبما أن مهام المشرف الأكاديمي متعددة ومهمة جداً، فإن اختيار المشرف الأكاديمي المناسب يعد من الأمور التي يجب أن تحظى باهتمام كبير من قبل الباحث. وفي أغلب الأحيان لا يستطيع الباحث اختيار المشرف بسهولة، لا سيما إن كان موضوع البحث مشابهًا لمواضيع أخرى يعمل عليها طلاب آخرون. وفي هذه الحالة، تعمل الجامعة على اختيار مشرف واحد لمجموعة من الطلاب. ولكن عادةً لا يحدث هذا الأمر، ويتمكن الطالب بعد البحث المستمر من أن يجد المشرف الأكاديمي المناسب له ليبدأ معه رحلة جديدة في كتابة البحث العلمي.
وينبغي على الباحث أن يختار المشرف الأكاديمي في وقت مبكر. لأن هذا الاختيار له التأثير الأكبر في نجاح أو فشل البحث العلمي.
اقرأ أيضاً: تعرّف على الغش البحثي، وكيف تتجنبه؟
وهنا بعض الأسئلة حول المشرف الأكاديمي يمكن للطالب أن يبحث ويجيب عنها بغية اختيار المشرف الأكاديمي المناسب له، والذي سيرافقه إلى حين الانتهاء من البحث العلمي.
1- هل يملك المشرف معرفة وخبرة وعلما واسعا في مجال البحث وتفريعاته؟
2- هل يسلك المشرف الذي سيتم اختياره نفس الاتجاهات التي ستسلكها في بحثك؟
3- هل آلية عمل المشرف وسماته وطريقته تتكامل مع ما تريده؟ وهل هناك احتمال لحدوث مشاكل مستقبلية؟
4- ما عدد الباحثين الذين يواصلون أبحاثهم مع نفس المشرف الأكاديمي؟
من خلال الإجابة على هذه الأسئلة، يمكن أن تصبح عملية اختيار مشرف أكاديمي أسهل بكثير، لذا حاول الإجابة عليها.
