كل باحثيّ الدكتوراه يبذلون جهوداً مضنية خلال فترات كتابة البحث، وبالتأكيد هناك الكثير والكثير من القيمة المعرفية المضافة في مجال البحث قد أثبتها البحث؛ ولذلك يطمح كل باحث دكتوراه إلى نشر بحثه ليس كنشرٍ علميٍّ فقط، بل كنشرٍ عام على هيئة كتاب. خاصّةً إذا كان الموضوع يهمّ قطاعاً عريضاً من الجمهور، لكن نقل أطروحتك من أطروحة علمية إلى كتاب كامل ليس سهلاً؛ ولذلك سنتعرّض في السطور القادمة إلى خطوات عملية من أجل تحويل أطروحة الدكتوراه إلى كتاب، ونصائح أساسية لنشر أعمال الدكتوراه الخاصّة بك في شكل كتاب، وهي أشياء سيبحثها ناشر الكتاب المحتمل أيضًا؛ لأن هدفه هو ربط عمل المؤلّف بقرّائه، لكن قبل ذلك سنعرض بعض المعايير التي يجب أن تتوافر في البحث حتى يكون صالحاً للنشر ككتابٍ، وهي:
الجمهور العريض.
السؤال الأساسي الذي يجب أن تسأله لنفسك قبل أن تقدم على خطوة نشر البحث ككتاب هو: هل سيكون الكتاب ذو فائدة لقطاعٍ عريض من قرّاء الناشر، أو من الجمهور عموماً؟ فإذا كانت الإجابة بالإيجاب فتقدّم في تلك العملية دون قلق.
جودة العمل العالية.
بالطبع سيأخذ الناشر بعين الاعتبار جودة العمل عالية، خاصّةً إذا كان جمهوره يتكوّن من علماء وخبراء، وباحثين في مجال موضوعك، وستكون الجودة معيار أساسي للموافقة على نشر الكتاب.
نجاحها في المقارنة مع مثيلاتها.
تتطلب أطروحة البحث مراجعة الأقران لها، والتحليل التفصيلي لنتائجها. حيث سيسأل الناشر نفسه عمّا إذا كان العمل يمثّل إضافةً في مجاله؟ وهل نتائجه حقيقيةً وصحيحة؟ وهو في ذلك سيستعين بالخبراء الذين يقرّرون ذلك؛ ذلك لأنّ الناشرون يعلمون أنّ هناك بعض الأطروحات تتمّ فقط للوفاء بمتطلبات التخرّج، وليس لها جمهوراً كبيراً.

خطوات تحويل أطروحة الدكتوراه إلى كتاب.
قد يعني تحويل أطروحتك إلى كتاب أنّه سيتعيّن عليك في بعض النواحي، أن تبدأ من الصفر. لكن بصفةٍ عامة هناك خمس خطوات أساسية ستقوم بها، وهي:
الخطوة الأولى: تحرير العناوين.
إنّ عنوان كتابك هو أول ما سيتعرّض له جمهورك. وكذلك عناوين الفصول يمكن أن تخبر القارئ، أو المشتري المحتمل بالكثير عن محتوى الكتاب، بشكلٍ أكثر ممّا يمكن أن تخبر الدعاية المكتوبة. ولذلك يجب عليك التفكير بدقّةٍ وأهميةٍ في عناوين الفصول للمساعدة في صياغة مخططك الأوليّ لكيفية هيكلة الكتاب.
اقرأ أيضاً: خمس عادات سيئة تجنّبها في الكتابة الأكاديميّة.
الخطوة الثانية: المراجعة الأوليّة والتحرير.
يجب مراجعة الأطروحة لترى كيف ستتناسب أقسام ما كتبته بالفعل مع المخطط التفصيلي الذي أنشأته باستخدام المسودة الأولى لعناوين الفصول، وقد تدرك أنّك بحاجةٍ بالفعل إلى تغيير الكثير من الأشياء، ولا بأس بذلك.
الخطوة الثالثة: البحث الإضافي.
بعد المراجعة الأوليّة، ستلاحظ أنّك تحتاج إلى مزيدٍ من المعلومات لتوضيح الجوانب الرئيسية لعملك. وهذا سيكون مفيدًا أيضًا للاقتباسات الخاصة بالكتّاب الآخرين والتي يمكن أن تساهم في توسيع نطاق كتابتك. ولذلك ستقوم بعملية بحثٍ أخرى بهدف تدعيم محتوى الكتاب.
الخطوة الرابعة: التحرير لتحويل أطروحة الدكتوراه إلى كتاب.
أنت الآن في مرحلة التشمير عن السواعد، فلتبدأ في تحرير الكتاب. وربما تستغرق هذه الخطوة غالبية الوقت الذي يلزمك للعمل على تغيير أطروحتك إلى كتاب.
هنا ستحاول إصباغ العبارات لوناً من الرقة بدلاً من العبارات العلمية الجامدة. وستحاول التفسير والتوضيح دون الحشو ليتناسب مع جمهورٍ عريضٍ. أكثر من مجرّد لجنة الاختبار المكوّنة من أساتذة على درجةٍ عالية من العلم.
الخطوة الخامسة: تقديم الاقتراحات للناشر.
سيتعيّن عليك تقديم اقتراح إلى الناشر الذي تختاره، وهي خطوة إضافية يطلبها جميع الناشرين. وعلى الأقل يجب أن تتضمن عنوان عملك وموجز مختصر له، ومعلومات حول المؤلّف أو المحرّر، ووصفًا لجمهور الكتاب، ومعلومات أساسية عن البحث والفوائد التي تعود على الجمهور منه.
اقرأ أيضاً: نصائح حول كتابة بريد إلكتروني أو مستند مهني.
كم من الوقت يستغرق تحويل أطروحة الدكتوراه إلى كتاب؟
تحويل أطروحة الدكتوراه الخاصّة بك إلى كتاب يعني أنّه يجب عليك تعديل العديد من جوانب أطروحتك كما أوضحنا. ولذا فإنّ المدة التي يستغرقها ذلك يعود إلى عدّة عوامل. بما في ذلك مدى سرعة عملك، ومقدار الوقت الذي يمكنك تخصيصه لعمل التحرير وإعادة الكتابة، وما إذا كان لديك دعم من آخرين.
لكن من الناحية الواقعية، ربما تأخذ عملية التحرير والبحث، والمراجعة ما لا يقل عن 18 شهرًا إلى عامين كحدٍ أدنى، لتحويل أطروحتك إلى كتاب، وربما أكثر إذا كان العمل معقدًا، وهناك حاجة إلى بحثٍ إضافيٍ مهم، وربما أقل إذا كان هناك من يتعاون معك لإنجاز الكتاب.
ونحن في موقع “المدقّق” نقدّم خدمات المراجعة والتدقيق، والتحرير للكتب والأطروحات العلمية بدقةٍ، واحترافيةٍ شديدة لتجد طريقها للنشر، وبأسعارٍ مناسبة للجميع.