يسعى الكثير من الكتّاب إلى تحسين الملكة اللغوية لديهم حتى يكونوا قادرين على تنظيم الكلمات والعبارات باحترافية، لكنّهم قد لا يعرفون الطريق الصحيح لذلك، خاصةً شباب الكتّاب؛ فبحر اللغة عميقٌ واسع، والخوض فيه دون خريطة صحيحة قد يذهب الكثير من الجهود هباءً؛ ولذلك نقدّم في موقع “المدقق” خريطةً سهلةً موثوقة وضعها خبراء اللغة لتحسين الملكة اللغوية لدى الكتّاب.
أولاً: اكتب للتدرّب على القواعد.
إذا كنت تريد أن تصبح جيدًا في ممارسة قواعد النحو، وتنمّي الملكة اللغوية لديك فأنت بحاجةٍ إلى القيام بشيء يسمح لك بممارسة القواعد النحوية بشكلٍ جيد، وليس هناك ما هو أفضل من الكتابة؛ لأنها ستساعدك في ممارسة القواعد النحوية، بحيث تصبح من عادات الكتابة لديك موافقة القواعد النحوية السليمة.
كما يسمح لك ذلك بمعرفة المزيد من القواعد، واستخدامها أثناء البحث عن قاعدة عند الحاجة لها.
اقرأ أيضاً: خمس عادات سيئة تجنّبها في الكتابة الأكاديميّة.
ثانياً: أَنشئ البطاقات، وتَعرّف على ألغاز اللغة وطرائفها.
هناك الكثير من مدرّسي اللغة العربية والنحو العربي يقومون بحيلة جميلة لتعليم الطلاب القواعد النحوية بشكلٍ سهلٍ وبسيط، وهي تضمين القاعدة ضمن لغز، أو جملةٍ فكاهية قصيرة أو حتى دعابة، وهذه الأشياء من الممكن أن تعطيك درسًا نحويًا يسهل تعلّمه، ويصعب نسيانه، وإليك المثال على ذلك حيث تقول القصة:
سأل نحوي أحد تلاميذه – وكان التلميذ يومها مغموماً وسيء الحال – : كيف حالك؟
فأجاب التلميذ على سؤال النحوي: إن كانت الحال التي علمتنا تأتي منصوبة عادةً، فإن حالي مكسورة. وفي اليوم التالي سأله النحوي: يا تلميذ ألم تنتصب حالك بعد؟
رد الطالب: حالي اليوم مرفوعة، يقصد أنه ذهب عنه الغم، فقال النحوي: لم تعد بهذا حالاً.
فأجاب التلميذ مرة أخرى: بل هي حال لكن أتت جملة فعلية فعلها مضارع.
فدُهِش النحوي من تلميذه وقال له: والله أنت اليوم أنحى مني. وهكذا؛ فمثل هذه الطرائف أجدر أن تجعل المعلومات النحوية حاضرة في ذهن المتعلّم.
اقرأ أيضاً: نصائح حول كتابة بريد إلكتروني أو مستند مهني.
ثالثاً: اقرأ الكتب التي تثير اهتمامك.
تعدّ قراءة الأدب الجيد طريقةً رائعةً للوصول إلى قواعدٍ نحوية جيدة دون بذل الكثير من الجهد.
كما يمكنك أن تجرّب القواعد التي درستها وتعلّمتها على النصوص التي تقرأها، وسيساعدك ذلك في تعزيز معرفة القواعد النحوية بطريقةٍ شيقةٍ، وذات مغزى.
رابعاً: قم بإجراء الاختبارات النحوية لاكتشاف نقاط ضعفك.
يعدّ إجراء الاختبارات النحوية، والاختبارات القصيرة طريقةً جذابةً لمعرفة المزيد عن قواعد اللغة، وتحديد نقاط القوة والضعف لديك، ويمكنك إجراء تلك الاختبارات على الكثير من مواقع الإنترنت المجانية، كما يمكنك إجراؤها بواسطة متخصّصٍ يصحّح لك تلك الاختبارات اليدوية.
خامساً: استفد من مواقع التعلّم على الإنترنت لتحسين الملكة اللغوية.
هناك المئات من الدورات الخاصة باللغة العربية، وتحسين مهارات النحو العربي موجودةٌ على موقع يوتيوب العملاق لمتخصصين من مختلف الجنسيات، وهذه الدورات ستجدها تتنوع ما بين النحو الذي يدرّس لطلبة المدراس، والنحو كعلمٍ قائمٍ بذاته، وفي هذه الدورات ستجد المتخصّصين أمام السبورة يشرحون القواعد، ويقدّمون الأمثلة المختلفة الشافية لكل جزءٍ في القاعدة.
هناك بالطبع مواقعٌ أخرى تقدّم دورات مقروءة في النحو العربي.

سادساً: كن مستمعاً جيداً لتحسين الملكة اللغوية
في نشرات الأخبار العربية، يصدح المذيعون بالأخبار ليل نهار. وهذه الأخبار تخضع للتدقيق النحوي، واللغويّ الدقيق قبل خروجها للجمهور. فإذا اعتدت سماعها بتركيزٍ ستتعلّم أن تجعل أذنك حساسة بشكلٍ جيد اتجاه النطق الصحيح للكلمات، والأفعال. خاصة فيما يخص الرفع والنصب والجر.
سابعاً: القرآن والحديث من أجل تحسين الملكة اللغوية.
نزل القرآن الكريم باللغة العربية فزادها تشريفاً واهتماماً وجمالاً. ولا شكّ أنّ قراءة القرآن الكريم فضلاً عن دراسته تُعمِّق في النفس الاهتمام باللغة العربية وتذوّقها. وكذلك الأمر بالنسبة للحديث الشريف. فقد أوتي النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم جوامع الكلم، ولهذا تجد أحاديثه النبوية عبارة عن قطعٍ أدبيةٍ عالية الجودة تستطيع أن تستقي منها ما تشاء من المفردات والتعبيرات.
ثامناً: سلّح نفسك بهذه الأشياء.
إذا ما تمكّنت من مهارة استخدام النحو والصرف يتبقى لك أن تكمل مسيرتك في تحسين الملكة اللغوية لديك عن طريق اتقان قواعد الإملاء بدراسة كتاب (قواعد الإملاء) لعبد السلام هارون، ثمّ الاستزادة في علم البلاغة عن طريق دراسة كتاب “البلاغة الواضحة” لعلي الجارم ومصطفى أمين، وكتاب “جواهر البلاغة” للهاشمي، وفيما يتعلق بمعرفة أصول علم اللغة وفقه اللغة، وهو أمرٌ هامٌ لمن يتصدى للكتابة بالعربية فعليك بدراسة كتاب (دراسات في فقه اللغة) لصبحي الصالح، ولمعرفة الألفاظ والتراكيب الجيدة في الكتابة؛ فهناك كتاب (متن موطأة الفصيح) لمالك بن المرحل، وكذلك كتاب (الألفاظ الكتابية) للهمداني، ولا يفوتك قراءة كتب مثل: (كليلة ودمنة)، (البيان والتبيين)، (الكامل) للمبرد، وغيرها؛ مما ينمي لديك ملكة اللغة.