اللقب العلمي للأستاذ الجامعي

اللقب العلمي للأستاذ الجامعي

يرغب الكثير من الطلاب الجامعيين في متابعة مرحلة الدراسات العليا، وامتلاك شهادات أكاديمية أكثر وأهم، واستكمال طريق الحياة المهنية في مجال البحث العلمي والتدريس. لكن أغلبهم لا يعرفون إلا القليل من المعلومات عن الرتب العلمية بعد الدراسة الجامعية، ولا يعلمون ما الفروقات بينها. لدرجة أنه يوجد الكثيرون ممن يظنون أن الدكتور أعلى رتبةً من الأستاذ الجامعي. ولا يدرون ما الفرق بين الأستاذ المساعد والأستاذ المشارك. وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال، حيث سنذكر الرتب العلمية، ونوضح اللقب العلمي للأستاذ الجامعي في كل مرحلة.

اللقب العلمي للأستاذ الجامعي

هناك عدة ألقاب علمية تُطلق على الأساتذة في الجامعات. ولكل لقب من هذه الألقاب معنى ودلالة معينة، ومهمات وتعليمات مفروضة على حامله، أي يُطلب من الشخص الذي يحصل على لقب معين اختصاصات ومهام جديدة. اعتاد الناس منذ عشرات السنوات منح هذه الألقاب لأشخاص مميزين في الجامعة، بحيث يكون لكل شخص منهم مكانة ومنزلة ومهمة محددة، وطريقة معينة لمساعدة الطلاب الجامعيين الذين لم ينهوا دراساتهم بعد. والهدف الأساسي من هذه الألقاب هو التفريق بين مراتب الأشخاص، بحسب القيمة العلمية والعملية التي يمتلكونها. والجدير بالذكر، أن هذه المراتب لا يمكن الوصول إليها إلا بعد جهد وتعب كبيرين، وإجهاد وسهر في سبيل العلم والمعرفة.

اقرأ أيضاً: نصائح للتخلص من التوتر أثناء مناقشة رسالة الماجستير.

الرتب في الجامعات

اللقب العلمي للأستاذ الجامعي

يظن الكثير من الأشخاص أن كل من يتولى مهمة التدريس في الجامعة هو محاضر أو معيد أو أستاذ، وأنه لا فرق في المؤهلات أو الخبرة أو المهمات بينهم. إلا أن ذلك خاطئ، فعلى أرض الواقع، توجد أكثر من رتبة جامعية يحصل عليها الشخص في الجامعة أثناء تقدمه في الدراسة. فكما يوجد رتب عسكرية، ورتب اجتماعية ومزايا ومناصب، يوجد أيضاً رتب علمية في الجامعة. ويمكن تصنيف هذه الرتب بشكل هرمي وتسلسلي. وبشكل عام، يمكن ترتيب هرم الرتب الجامعية تصاعدياً بدءاً من مساعد التدريس، ثم المحاضر، ثم المعلم، ثم الأستاذ المساعد، ثم الأستاذ المشارك، فالأستاذ الجامعي أو البروفيسور. ولكل رتبة مما سبق شروط ومتطلبات يجب تحقيقها للحصول على الرتبة، وهذه الشروط يمكن أن تختلف من جامعة لأخرى، ومن مدينة لأخرى، بسبب اختلاف المجالات العلمية التي تختص بها الجامعات، وسنوات الخبرة المطلوبة، والمهمات التي يجب أن يقوم بها الطالب.

اقرأ أيضاً: أبحاث ما بعد الدكتوراه… المزايا والتحديات.

الألقاب العلمية والتدريس الأكاديمي

في الحالة العامة، يمكن تصنيف المسار الوظيفي في مرحلة التدريس الأكاديمي بهذا الترتيب:

مساعد تدريس

هي أول مرحلة علمية وخطوة في طريق الحصول على اللقب العلمي للأستاذ الجامعي الأعلى. ومن أجل الحصول على لقب مساعد تدريس، والوصول إلى هذه المرحلة، يكفي فقط إتمام فترة الدراسة الأكاديمية والحصول على درجة البكالوريوس، أي التخرج من الجامعة. والجدير بالذكر أن أغلب الجامعات تقوم بالبحث عن الطلبة الأوائل في دفعاتهم، وأصحاب أعلى المعدلات في تخصصهم، ومن ثم تعينهم كمساعدي تدريس في الجامعات. ويدرس مساعدو التدريس بعد البكالوريوس غالباً ضمن مرحلة الماجستير، وتتحدد مهامهم في الدراسة لهذه المرحلة، والمساعدة في التدريس من خلال تقديم المحاضرات النظرية والعملية، وتقديم يد العون للطلاب في العمل على مشاريعهم، والإجابة عن أسئلتهم. ولا بد من معرفة أن مساعد التدريس لا يكلف بدوام كامل في الجامعة، إنما بدوام جزئي.

محاضر

اللقب العلمي للأستاذ الجامعي

يعتبر المحاضر أعلى درجةً من مساعد التدريس. ومن أجل الحصول على لقب ومهام المحاضر يجب استكمال دراسة الماجستير في تخصص معين. ويحتاج مساعد التدريس من سنتين إلى ثلاث سنوات حتى يصبح محاضراً، نظراً لأن دراسة الماجستير تتطلب فترة تتراوح في الغالب ضمن هذه المدة. وفيما يتعلق بالمهام، فلا تختلف المهام المكلفة للمحاضر بشكل كبير عن تلك المكلفة لمساعد التدريس. فالمحاضر أيضاً مطالب بتقديم المحاضرات والندوات العلمية والدروس، وكتابة الأبحاث العلمية، ونشر الرسالات البحثية، وتصميم العروض التقديمية. فضلاً عن الأمور الإدارية التي تقع على عاتقه، وتنظيم كل شيء متعلق باختبارات وامتحانات المادة التي يقوم بتدريسها.

معلم

تتحدد وظيفة المعلم في حضوره بشكل فعال ضمن جميع الفعاليات والأمور المرتبطة بالتدريس الأكاديمي النظري والعملي. حيث يقوم بدعم الطلاب من الناحية الأكاديمية، وتدريس المقررات للمرحلة الجامعية، ومرحلة الدراسات العليا. كما يجب عليه إعداد التدريبات والجلسات العملية طبقاً لنظام الحصص المقررة الذي تضعه الإدارة الجامعية، والإشراف العلمي على الطلاب والأبحاث العلمية، وأطروحات الدكتوراه، ورسائل الماجستير، بحسب القواعد والتعليمات الناظمة في الجامعة.

اقرأ أيضاً: ما هو دور المشرف الأكاديمي في البحث؟

أستاذ مساعد

بعد أن يقضي المعلم خمسة أعوام كاملة التدريس، يتم ترفيعه علمياً إلى رتبة أستاذ مساعد. والتي ستؤهله بشكل غير مباشر إلى مرحلة الأستاذ الجامعي أو البروفيسور. ومن أجل الحصول على رتبة أستاذ مساعد يحب الحصول على درجة الدكتوراه، جنباً إلى جنب مع تجهيز عدة أبحاث علمية يمكن نشرها في المجلات العلمية. ويترتب على الأستاذ المساعد المساهمة في تطوير المناهج المقررة للدراسات الأكاديمية، وإعداد المحاضرات النظرية والعملية، من ثم تقديمها أمام الطلاب، ومساعدتهم في الإجابة عن استفساراتهم، والإشراف على المشاريع التي ينجزها الطلاب، وكتابة خطابات التوصية، والمشاركة في الأمور الإدارية والتنظيمية، واقتراح أساليب جديدة للتدريس وتطويرها، والارتقاء بالجودة العلمية والتدريسية للجامعة.

أستاذ مشارك

اللقب العلمي للأستاذ الجامعي

هي الخطوة قبل الأخيرة من أجل الحصول على اللقب العلمي للأستاذ الجامعي “البروفيسور”. ومن أجل الحصول على رتبة أستاذ مشارك، يجب أن يقضي الأستاذ المساعد ثلاثة أعوام في ممارسة مهامه. وأن ينتهي من إعداد أربعة أبحاث علمية قيّمة ومنقحة ومعتمدة من طرف الجامعة، وأن يتم نشر بحث واحد على الأقل من هذه الأبحاث في مجلات علمية مشهورة. وتشمل مهام الأستاذ المشارك نفس مهام الأستاذ المساعد في الأمور المتعلقة بالتدريس، بالإضافة إلى إعداد المحاضرات وتقديمها، والمساهمة في تطوير واقع الدراسات الأكاديمية في الجامعة، والقيام بدور فعال في التنظيم والإدارة. فضلاً عن متابعة الطلاب، والاطلاع على أبحاثهم ورسائلهم، وتنمية مهاراتهم ومعارفهم.

أستاذ أو بروفيسور

أعلى لقب علمي للأستاذ الجامعي. يتمكن الأستاذ المشارك من الحصول على هذا اللقب بعد قضاء ثلاثة أعوام في رتبته. بالإضافة إلى الانتهاء من إعداد ستة أبحاث علمية احترافية، ومعتمدة ومراجعة من قبل الجامعة. ويجب أن تكون ثلاثة أبحاث منها على الأقل مستوفية لشروط النشر ضمن المجلات العلمية. وأن يتم نشر أحد هذه الأبحاث ضمن مجلة علمية أو كتاب. ويمتلك الأستاذ الجامعي عدة مهمات، أبرزها الإشراف والمساهمة في تأليف وإعداد المناهج الأكاديمية وتطويرها. والمشاركة في تنظيم الخطط الدراسية لفصل أو سنة كاملة، ومتابعة سير العملية التدريسية في الجامعة وتحسينها، واكتشاف ثغراتها.

ومما سبق، نستنتج أنه يوجد تشابه كبير بين مهام الأستاذ المساعد والأستاذ المشارك والبروفيسور. ولكن تزداد المسؤوليات والمهمات طرداً مع ترقية الرتبة. فكون البروفيسور يعد من أعلى القامات العلمية في الجامعة، يفرض ذلك عليه مسؤولية كبيرة يحاسب عليها أمام الله أولاً، وأمام الأشخاص المعنيين في الإدارة.

كلمة أخيرة

إن امتلاك اللقب العلمي للأستاذ الجامعي، والوصول إلى هذه الرتب العلمية المرموقة، يتطلب جهد وعمل وتعب كبير جداً، وصبر أكبر، وتحمل على مدار سنوات. ولكن، لحظة الوصول إلى هذه المراتب سوف تُنسيك كل ما سبق. فالنتيجة الرائعة دوماً ما تستحق العمل والجهد المبذول، وتضمن لك مستقبلاً زاهراً، وحياة هنيئة.

شارك المقالة

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *