يرغب الكثير من الكُتّاب والباحثين في إتمام عملية المراجعة، والتدقيق لنصوصهم بأنفسهم قبل أن يسلِّموها للمتخصصين، لبدء عمليةٍ احترافيةٍ شاملة لتدقيق النص ومراجعته، لكن الكثير منهم لا يحترفون ذلك، ويفتقدون السبيل الصحيح إلى هذه العملية. ولأنَّ المراجعة خلال عملية الكتابة أو بعدها غالباً ما تنطوي على مهامٍ، مثل: إعادة التفكير، والتحرير، والتدقيق. وهو الأمر الذي يتطلب إعادة القراءة بعناية، وأنْ تلعب دور القارئ بدلاً من الكاتب، فضلاً عن ضرورة استخدام استراتيجيات لمساعدتك على فحص نصوصك. نقدّم في هذا المقال الاستراتيجيات العامة للتحرير واستراتيجيات التدقيق اللغوي لمختلف النصوص.
اقرأ أيضاً: تعرّف على خطوات تحسين الملكة اللغوية لديك.
أولاً: استراتيجيات التحرير:
يتطلَّب التحرير الفعّال للنصوص أن تعرف أنواع الأخطاء التي ترتكبها عادةً، وأن يكون لديك استراتيجيات محددة للعثور على هذه الأخطاء، ومحاولة تصويبها. ويمكنك أن تقوم بما يلي:
- اقرأ النص بصوتٍ عالٍ كما لو كنت تقرأ قصةً.
- استمع للأخطاء. فإذا استمعت بعنايةٍ، فستتمكن من تصحيح أي خطأ تسمعه.
- حدِّد العبارات والجمل والأفكار غير المكتملة، بالإضافة إلى الأشياء “التي تبدو مضحكةً”. ثم توقف، وقم بتغيير أي شيء تريده.
- اقرأ الورقة كاملةً. واستمع إلى الأماكن التي لا يمكن قراءتها، أو التي لا تبدو واضحةً.
- ضع علامةً على هذه الكلمات. ثمَّ عندما تنتهي من قراءة الورقة بأكملها، ارجع لتصويب الأخطاء.
- من الجيد أن تمنح نفسك بعض الوقت بين كتاباتك، ومرحلة التصويب، فمن الممكن أن تنتظر يوماً بعد الكتابة للتصويب. وإذا كنت لا تستطيع الانتظار ليوم، فهناك حيلةً ممكن أن تستخدمها، كأن تفعل شيئاً آخراً غير الكتابة، (اقرأ مثلاً قصةٍ أو رواية، تناول الطعام، أو قم بترتيب كتبك وأوراقك، وهكذا حتى تتمكن من العودة إلى النص بعقلٍ جديد).
- اقرأ جملةً واحدةً في كل مرةٍ تبدأ فيها التصويب. ثم اسأل نفسك، هل تبدو صحيحة؟ هل تقول ما تريد أن تقوله؟.
- ابحث عن الأخطاء المتكررة. فكلُّ شخصٍ يرتكب أخطاءً متكررةً في كتاباته. ابحث عنها، فقد تكون مثلاً: كتابة الفواصل، والأخطاء الإملائية. وتستطيع ككاتب معرفة أخطائك المتكررة عن طريق وسيط التدقيق اللغويّ لديك، حينما تستلم منه نصّك المنقَّح.
- احتفظ بقائمة تلك الأخطاء الشائعة لديك، لتراجعها أثناء تحرير النصوص الجديدة الخاصة بك.
- ادرس وتعلّم قواعد النحو وعلامات الترقيم. ويمكنك الاحتفاظ بكُتيب خاص بها، كما يمكنك مراجعة شخصٍ متخصص، عندما يكون لديك أسئلة صعبة فيها أثناء الكتابة والتحرير.
ثانيا: استراتيجيات التدقيق اللغوي:
يعتبر التدقيق اللغويّ، المرحلة النهائية في عملية كتابة النص. وبالطبع هناك شركاتٍ متخصصةٍ في هذا، لكن لا بأس بأن يقوم الكاتب بجهده في ذلك، حتى يتسنّى له أن يعتاد الأمر، ويدقق أثناء الكتابة، إن كان مهتماً بتلك العملية.
ولابدَّ أن نعرف أنَّ الخطأ غير المقصود وارد الوقوع، سواءً فيما يتعلق بأخطاء الكتابة على الكمبيوتر، أو أخطاءٍ بسبب التعب، أو الإهمال.
ولذا لابدَّ من مراجعة النسخة النهائية من النص، حتى يخرج النص في أفضل صورةٍ وأتمِّ شكل.
وفي هذه العملية من الممكن أن تتبع عدداً من خطوات واستراتيجيات التدقيق اللغوي:
- اقرأ الورقة كقارئٍ للنص، وليس كمؤلفٍ، وهو ما يعني أنّك تقرأ ببطءٍ، كأنّك تقرأ النص لأوّل مرة، حيث لا تجعلك عينيك تسبق الكلمات المكتوبة.
- حاول أن تتقمص دور المعلم المصحح الذي يبحث عن خطأ ليصححه، بالطبع أنت بالأساس تبحث الآن عن الأخطاء المطبعية، أو الإملائية. وقطعاً ستجد بعضاََ منها.
- من الأفضل أن تقرأ جملةً جملة، أو فقرة فقرة.
- من المهم أيضاً أن تقرأ بالعكس، أيّ تبدأ الصفحة من أسفل، من أقصى جهة الشمال، لتُركِّز على الكلمات فقط، لأنّه بهذه الطريقة ستكتشف بسهولة أية أخطاءٍ في الكلمات.
- من المفيد أيضاََ أن تتجه لتدقيق نوع واحد من الأخطاء، في كل مرة. فمثلاً يتم التركيز أولاً على تراكيب الجملة، ثم اختيار الكلمات، ثم التهجئة، وأخيرًا علامات الترقيم.
- هناك مرحلة في عملية التدقيق تكون فنية أكثر، وتتطلب خبيراً. وهي التأكد من أن جميع المعلومات الموجودة في النص دقيقة، ومحدثة.
اقرأ أيضاً: عشر نصائح عمليّة من شأنها تطوير الأسلوب الكتابي الخاص بك.
- من الممكن أيضاََ أن يساعدك المدقق الإملائي الإلكتروني على اكتشاف الكلمات المتكررة، والحروف المعكوسة، والعديد من الأخطاء الشائعة الأخرى. لكن هذه الأدوات بالتأكيد ليست واقية من الخطأ، ولكنها يمكن أن تتخلص من الأخطاء البسيطة.
- القيام بدعوة شخص آخر لمراجعة النص، بعد مراجعته من قبل الكاتب. وبهذا قد تكتشف مجموعة جديدة من الأخطاء التي أغفلتها، أو لم تلاحظها، أو تعرف أنها بمثابة أخطاء.
