ما هي أهمية التدقيق اللغويّ؟

من غير المنطقي أن تبذل جهداً كبيراً في كتابة رسالتك، أو أطروحتك العلمية بأسلوبٍ متقن ومبهر دون أن تقوم بالتدقيق اللغويّ؛ فقد تظنّ أنّ جهدك المبذول في كتابة المحتوى وصياغة الجمل وانتقاء الكلمات يستعيض عن أهمية التدقيق اللغويّ، ولكن تذكّر أنّ مجرد خطأ واحد قد يسبب كارثة، ويضيّع جزءاً كبيراً من عملك، ويسلب منك الاحترافية التي تحتاجها. وللأسف، فمهنة التدقيق اللغويّ لم تشتهر إلا في العقود الأخيرة بعد تشوّه اللغة العربية، وتخلّي أبنائها عنها، واقتصار الاهتمام بها من قبل طلاب قسم اللغة العربية والمختصين فقط، مقتنعين بفكرة أنّ اللغة العربية أصبحت تخصّص، فعندما تسأل أي شخص سيقول لك أنّه طبيب وليس لغوي، أو أنه مهندس وليس متخصص في اللغة العربية، وهذا صحيح، لكن لا يعني أن نترك اللغة العربية ونهجرها.

وعملية إتقان اللغة العربية ستكون سهلة لكل إنسانٍ عربي، ولكن ضعفت الهمة وانهارت العزيمة، وازداد الإقبال على الأمور السهلة؛ ولهذه الأسباب، أصبح وجود المدقق اللغوي أمرٌ لا مفرّ منه، وشيءٌ ضروريٌ يحتاجه أي كاتب أو روائي، أو صانع محتوى، أو طالب جامعة، أو مدير أعمال أو موجّه الخطابات الرسمية. وفي هذا المقال، سنتحدّث عن أهمية التدقيق اللغويّ في الحياة اليومية، ونوّضح طريقة الحصول على خدمات تدقيق لغوي بأسعارٍ مناسبة.

أهمية التصحيح اللغويّ.

أهمية التدقيق اللغوي
أهمية مجال التدقيق اللغوي

تتمثّل أهمية التدقيق اللغويّ في مجموعة من النقاط، أهمها:

  • التحقّق من سلامة المعنى: تضمن لك عملية التدقيق اللغوي صحة المعنى وسلامته؛ وذلك لأنّ بعض الأخطاء في الكتابة أو التشكيل تغيّر من معنى الكلام بشكلٍ كامل، فشتّان بين كلمة “قُبلة” بضم القاف، وبين كلمة “قِبلة” بكسر القاف، وكذلك بين كلمة “قُبول” بضم القاف، وبين كلمة “قَبول” بفتح القاف.
  • الرفع من جودة المحتوى: يضمن لك التدقيق اللغويّ خلو البحث العلمي أو الرسالة أو الكتاب من الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية، مما يرفع من مستوى الاحترافية، والجودة والإتقان.
  • التنسيق السليم للمحتوى: من مهام التدقيق اللغوي تنسيق المحتوى، لاسيّما البحوث العلمية، والاهتمام بشكلٍ كبير في استخدام علامات الترقيم في أماكنها المناسبة؛ مما يسهّل تجربة القراءة، ويعطي أريحية كبيرة في الانسياب مع السرد.
  • وضوح النص المكتوب: تصبح قراءة النصوص سلسة، ولا يعاني القارئ من مشاكل عدم الفهم، أو عدم القدرة على قراءة بعض الكلمات.
  • تحسين السمعة: في ظل الكوارث التي يراها العالم في رسائل الدراسات العليا والكتب والروايات، فإنّ رؤية عملك خالياً من الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية سيثير إعجاب القارئ المتمرّس والخبير، ويحفزّه على متابعتك، وقراءة المزيد من أعمالك.

ينبغي الانتباه إلى أمرٍ معين، وهو أنّه ليست جميع الأخطاء متشابهة، فهناك أخطاء فادحة، وهناك أخطاء بسيطة؛ فقد ترى أخطاء صغيرة في عملٍ ما، إلّا أنّها لا تؤثر على سمعة الكاتب أو العمل نفسه. وهناك أخطاء باتت مألوفة وشائعة ومستخدمة بكثرة، لذا توقّف الخبراء عن التنبيه إليها؛ فمثلاً، يستخدم أغلب الأشخاص كلمة “مبروك”، بدلاً من كلمة “مبارك”، لذا لا تعتبر كلمة مبروك خطأ فادح.

أهمية التدقيق اللغويّ في الأبحاث العلمية.

يختلّ معنى البحث العلمي، وينهار المحتوى الخاص به في حال احتوى على الأخطاء الإملائية أو النحوية أو الصرفية؛ فيمكن لهذه الأخطاء أن تغيّر من المعنى المراد إيصاله إلى المتلقّي، بينما بعض الأخطاء تكون قاتلة وشنيعة، وتجعل النص ركيكا وضعيفا في استعمال التراكيب والمفردات. وهنا تظهر أهمية التدقيق اللغويّ في كشف هذه الأخطاء والتخلّص منها، والوصول بالنص إلى مرحلة الاحترافية، ويدخل التدقيق اللغويّ في جميع المجالات العلمية.

فمهما بلغت قيمة وأهمية المعلومات المذكورة ضمن البحث العلمي من منزلة ستهوي الأخطاء اللغوية به إلى الأسفل، ولهذا يجب أن تضع في عين الاعتبار أنّ التدقيق اللغوي جزءٌ لا يتجزأ من عملية إنجاز البحث العلمي، كونه يحافظ على جودة البحث ومحتواه، ويعزّز أسلوب طرحه، ويضمن وصول المعنى المطلوب إلى القارئ بسهولة ووضوح.

أهمية التدقيق اللغويّ للكتب.

أهمية التدقيق اللغوي للكتب

قد تنتهي من إعداد كتاب وتراه رائعاً وجيداً بما يحتويه من حبكة وقصة ومعلومات مفيدة للقارئ؛ هذا جيد، لكن لا يجب أن تغفل عنصراً في غاية الأهمية، ألا وهو التدقيق اللغويّ، والذي يضمن لك سلامة الكتاب من الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية من خلال مراجعته الشاملة، والكشف عن أخطائه. وهذا الأمر دون شك سيرفع من جودة المحتوى المكتوب، ويضمن انتشار الكتاب وشهرته، ويجب الانتباه إلى أمرٍ معيّن، وهو أنّه من الطبيعي أن تتواجد أخطاء قليلة في الكتاب حتى بعد عملية التدقيق اللغويّ، لأنّ المدقق اللغوي إنسان، وكل إنسان خطّاء. حتى بعض القواميس والمراجع العربية يتواجد فيها أخطاء حتى الآن ويتم إصلاحها؛ فالكتاب الوحيد الخالي من الأخطاء هو القرآن الكريم (ذلك الكتاب لا ريب فيه)، لكن مع مراجعة النص مراتٍ عديدةً، لن يكون هناك مبرّر للمدقّق اللغويّ حول وجود أخطاء أو زلّات واضحة ولم يقم بتصحيحها.

يضمن لك التدقيق اللغويّ خلو كتابك من الأخطاء اللغوية على اختلافها، ووصول المعنى المراد للقارئ، والتوظيف الصحيح لعلامات الترقيم لضمان الفهم السليم لسياق السرد، وعدم وجود مسافات زائدة بين الكلمات، أو ما يشابهها من أخطاء التنسيق.

أهمية التدقيق اللغويّ للروايات.

تتميّز الرواية ببعض العناصر، كالحبكة والشخصيات الحوارية وغيرها، ومن المهم مراجعة محتوى الرواية والتأكّد من خلوها من الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية والبلاغية؛ لأنّ روايتك ستكون موجّهة لجمهورٍ واسعٍ، فيه المختصّ باللغة العربية، وغير المختصّ؛ فإذا ما تمّ اكتشاف بعض الأخطاء اللغوية في روايتك، سيذكر المختص هذا الأمر عند كتابة مراجعة للرواية، وهذا غير جيد نهائياً. لهذا السبب لا تفكر في طرح روايتك للطباعة والنشر في المجلّات ودور النشر قبل أن تتأكد من مرورها تحت أيدي مدقّقٍ لغويّ محترف؛ فالتدقيق اللغويّ يضيف اللمسة الاحترافية التي تحتاجها الرواية، ويحتاجها الجمهور أثناء قراءة الرواية.

مشاكل وعقبات التدقيق اللغوي.

يتعرّض المدقّق اللغويّ العربي إلى الكثير من الصعوبات في أثناء عمله، منها السهو عن بعض الأخطاء اللغوية العميقة، وصعوبة الوصول إلى المخرجات، وكذلك عدم القدرة على معرفة الصواب، ففي بعض الأحيان يستخرج المدقّق الخطأ، بينما لا يعرف كيفية تصحيحه، كما يمكن أن يظن المدقق اللغوي أنّ الكلمة صحيحة بينما تكون خاطئة، وهذا دليلٌ على نقص الخبرة. وتجدر الإشارة إلى أنّ المشاكل السابقة لا تحدث إلا في حالات قليلة، أو لمن يدّعي بأنه مدقق لغويّ وهو ليس كذلك؛ لأن مهمة التصحيح اللغويّ ليست سهلة، ولا يمكن ممارستها دون الإلمام بأدق تفاصيل اللغة العربية.

خدمات تدقيق لغويّ.

لو كنت واثقاً 100% من إتقانك في اللغة العربية، ومن قدرتك على القيام بعملية التدقيق اللغويّ العربي بذاتك، فيمكنك الاعتماد على نفسك وإتمام المهام؛ بينما إن لم تكن كذلك، فقد تحتاج إلى خدمات التدقيق اللغويّ، وإلى مدققٍ لغوي محترف. وهذا ما عملنا على توفيره في موقعنا المدقق للاستشارات اللغوية، إذ نقدّم خدمات التدقيق اللغوي والتحرير، ونعمل على مراجعة النصوص وتنقيحها، وإعادة صياغتها بطريقةٍ احترافية، ومطابقة لأصول اللغة العربية. وللتوفير عليكم، فإنّ أسعار التدقيق اللغويّ ليست مرتفعة، بل مناسبة ومدروسة.

شارك المقالة

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هل تحتاج إلى مدقق لغوي؟اطلب الخدمة الآن
+ +