قد يتساءل البعض عن ماهية عمل المدقّق اللغويّ بالتحديد؟ وقد يعمد أحد الكتّاب الشباب إلى محاولة تدقيق مقالته، أو نصّه بنفسه، لكنّه يقف عاجزاً أمام ما ينبغي البدء به، أو القيام به حيال عملية التدقيق، أو معرفة أخطاء التدقيق اللغوي، وقد يكون هناك البعض الآخر ممن ينوي، أو يتطلّع لأن يصبح مدققاً لغوياً للنصوص العربية مثلاً، فكلّ هؤلاء وغيرهم ممن يهتم بهذا المجال، نوّجه هذا المقال الذي يجلّي عمل المدقق في النص الذي بين يديه بشكلٍ محدد.
حيث يقوم المدقّق بست مهامٍ رئيسية في النص؛ فيما يخص عمليات التدقيق، وهي:
أولاً: الأخطاء الإملائيّة، واللغويّة.
وهي الأكثر شيوعاً لدى الناس عن عمل المدقّق، حيث يقوم فيها المدقّق بمراجعة النص إملائياً طبقاً لقواعد الإملاء، فيتأكد من وضع الهمزات في الكلمات المهموزة، وكذلك همزة الألف في ان، فضلاً عن الأخطاء الناتجة عن السرعة في الكتابة، أو عدم الانتباه؛ كاختلاف الحروف، أو نقصها في الكلمة الواحدة، ويقوم أيضاً بمراجعة كتابة الأرقام، والأعداد المكتوبة بالحروف العربية، وتمييزها أيضاََ إذا كانت مكتوبة بالأرقام، وأيضاََ في هذه المرحلة يعمد المدقّق إلى التركيز على صحة الأسماء المذكورة في النص و تهجئتها بشكلٍ سليم، كما يقوم المدقّق في هذه المرحلة بتتبّع علامات الترقيم، والتأكّد من صحتها، وتصحيح الخاطئ منها، ووضع المفقود، طبقاً لبنية كلّ جملةٍ أو عبارةٍ.
اقرأ أيضاً: تعرّف على خطوات تحسين الملكة اللغوية لديك
ثانياً: أخطاء التدقيق اللغوي: الأخطاء النحويّة.
وهي مرحلة تتطلّب مهارةً فائقةً في اللغة فيما يتعلّق بقواعد النحو والصرف، حيث يبدأ المدقق في مراجعة الجمل، والفقرات، والتراكيب النحويّة للنص؛ باحثاً عن أخطاءَ قد تكون مثل رفع المنصوب، أو جرّ المرفوع، أو نصب المجرور، وهكذا؛ فيكون دور المدقّق هو تطويع الكلمات، والأفعال المكتوبة مع قواعد النحو والصرف الصحيحة، بحيث لا يتجاوز قاعدةً أو يترك خطأً.

ثالثاً: أخطاء التدقيق اللغوي: أخطاء التنسيق.
في هذه المرحلة يقوم المدقّق بتنسيق النص كاملاً من حيث الفقرات، والعناوين، وبدايات الفقرات ونهاياتها، فضلاً عن التأكد من الفواصل الصحيحة، ويراجع المدقّق أيضاً التباعد، والاتّساع بين السطور، فضلاً عن المسافات الزائدة في الكلمة الواحدة، وكذلك أحجام ونوعية الخطوط المستخدمة في النصوص، والعناوين الأساسية، والعناوين الجانبية الفرعية.
اقرأ أيضاً: تعرّف على طريقة تدقيق مقالات الرأي.
رابعاً: أخطاء تخصّ سلامة اللغة، والمعنى.
هي مرحلة متقدمة في التدقيق اللغويّ. حيث تتطلّب مدقّقاً خبيراً بجماليات اللغة والمفردات، واسع الاطّلاع حتى يستطيع نقد العبارات الموجودة في النص. والتأكّد من سلامتها من حيث البناء، والمعنى المراد منها، واستبدال بعضها إذا دعت الحاجة إلى ذلك. لكن بعد الرجوع إلى كاتب النص الأصليّ للتأكّد من إمكانية تغيير الكلمة، أو المفردة. ويعمد المدقق إلى توحيد المفاهيم في النص، ومنع التضارب على طول النص؛ فلا يناقض النص نفسه في جزءٍ منه.
كما يقوم المدقق بمحاصرة التكرار في النص سواء على مستوى المعاني، أو على مستوى المفردات والعبارات، ويمكن للمدقق أيضاً مخاطبة الكاتب في أيّة أجزاء من النص وجد المدقّق أنها غامضةٌ، وقد تنتج التباساً لدى القارئ، فيقوم الكاتب إما بتعديلها بنفسه، أو طلب تعديلها من المدقّق، أو الحفاظ عليها بشكلها؛ لسببٍ ما يوضّحه الكاتب.
خامساً: أخطاء التشكيل، ووضع الحركات الإعرابية.
قد تتطلّب بعض الكلمات، والأفعال وضع الحركات الإعرابية المناسبة لها لضبط نطقها. وهي مهمة المدقّق، يقوم بها طبقاً لقواعد النحو، والصرف. وهو لا يقوم في كل الكلمات والأفعال بوضع التشكيل، بل يقوم في ذلك في الكلمات والأفعال التي تحتاج لذلك حتى تُنطق بشكلٍ صحيح. وبالطبع هو أولاً يراجع ما قام به الكاتب أولاً من كتابة حركات التشكيل، ثم يضيف عليها، أو يعدّل.
سادساً: أخطاء البيانات.
في بعض الأحيان يكون من مهام المدقّق التأكّد من صحة البيانات المذكورة في النص، ومطابقتها مع البيانات المنشورة في وسائل الإعلام، أو على مواقع الهيئات الرسميّة. وهي مهمة تتطلّب مهارةً كبيرةً في البحث والتقصّي.
كما قد يطلب من المدقّق متابعة السرقات الأدبيّة، والاقتباسات غير الشرعية في النص، وهي مهمة ليست أصيلة لدى المدقّق. لكنّه إن كان يحرّر النص مع تدقيقه فهو مطالب بإظهار هذه السرقات، والتغلّب عليها. لتقوية النص، وإبعاد شبح السرقة العلمية عنه.
أخيراً، جميع هذه الأخطاء يقوم فريقنا في موقع “المدقق” باكتشافها، وتصحيحها باحترافيةٍ تامّة، وبأسعارٍ مناسبة للجميع.